﴿ قَالَ الملا الذين استكبروا ﴾ وهي الأوصاف البشرية والأخلاف الذميمة ﴿ لِلَّذِينَ استضعفوا ﴾ من أوصاق القلب والروح ﴿ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالحا مُّرْسَلٌ مّن رَّبّهِ ﴾ [ الأعراف : ٧٥ ] ليدعو إلى الأوصاف النورانية ﴿ فَعَقَرُواْ الناقة ﴾ [ الأعراف : ٧٧ ] بسكاكين المخالفة ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرجفة ﴾ لضعف قلوبهم وعدم قوة علمهم ﴿ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جاثمين ﴾ [ الأعراف : ٧٨ ] موتى لا حراك بهم إلى حظيرة القدس.
وذكر البعض أن الناقة والسقب صورتا الإيمان بالله تعالى والإيمان برسوله عليه الصلاة والسلام وقد ظهرا بالذات وبالواسطة من الحجر الذي تشبهه قلوب القوم وعقرهم للناقة من قبيل ذبح يحيى عليه السلام للموت الظاهر في صورة الكبش يوم القيامة.
وفي ذلك دليل على أنهم من أسوأ الناس استعداداً وأتمهم حرماناً.
ويدل على سوء حالهم أن الشيخ الأكبر قدس سره لم ينظمهم في "فصوص الحكم" في سلك قوم نوح عليه السلام حيث حكم لهم بالنجاة على الوجه الذي ذكره.
وكذا لم ينظم في ذلك السلك قوم لوط عليه السلام وكأن ذلك لمزيد جهلهم وبعدهم عن الحكمة وإتيانهم البيوت من غير أبوابها وقذارتهم ودناءة نفوسهم.
والذي عليه المتشرعون أن أولئك الأقوام كلهم حصب جهنم لا ناجي فيهم والله تعالى أحكم الحاكمين. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٨ صـ ﴾