﴿ الذين كذبوا شعيباً كانوا هم الخاسرين ﴾ هذا أيضاً مبتدأ وخبره، وقال الزمخشري : وفيه معنى الاختصاص أي هم المخصوصون بالخسران العظيم دون اتباعه فإنهم هم الرابحون وفي هذا الاستئناف لهذا الابتداء وهذا التكرير مبالغة في ردّ مقالة الملأ لأشياعهم وتسفيه لرأيهم واستهزاء بنصحهم لقومهم واستعظام لما جرى عليهم انتهى، وهاتان الجملتان منبئتان عن ما فعل الله بهم في مقالتهم قالوا ﴿ لنخرجنك يا شعيب ﴾ فجاء الإخبار بإخراجهم بالهلاك وأي إخراج أعظم من إخراجهم وقالوا :﴿ لئن اتبعتم شعيباً إنكم إذاً لخاسرون ﴾ فحكم تعالى عليهم هم بالخسران وأجاز أبو البقاء في إعراب ﴿ الذين ﴾ هنا أن يكون بدلاً من الضمير في ﴿ يغنوا ﴾ أو منصوباً بإضمار أعني والابتداء الذي ذكرناه أقوى وأجزل. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾