وآية البقرة نزلت بالمدينة على المؤمنين لبيان ما يحل وما
يحرم، فقدم الأهم فيه والله أعلم.
٥١ - مسألة :
قوله تعالى :(قلآ إثم عليه إن الله غفور رحيم ) وكذلك في المائدة والنحل.
وفى الأنعام : فإن ربك غفور رحيم ؟.
جوابه :
لما صدر آية الأنعام بقوله تعالى : قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ ناسب
قوله : ، قل، وإلى، :(فإن ربك ).
وبقية الآيات المذكورات خطاب من الله تعالى للناس، فناسب :(فإن الله غفور رحيم
أي : فإن الله المرخص لكم في ذلك.
فإن قيل : فلم لم يقل : فإن ربكم ؟
قلنا : لأن إيراده في خطاب النبى - ﷺ - لايوهم غيره، لاسيما والخطاب عام.
٥٢ - مسألة :
قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ)
الآية.
وفى آل عمران فإن منذ - ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ) الآية.
فوعد في البقر بأكل النار.
وفى آل عمران بأنه لا خلاق لهم أي : لاحظ ولا نصيب؟
جوابه :
أن الذنب في البقرة أكبر فكان الوعيد أشد لأن في كتمانهم
إضلال غيرهم مع كفرهم في أنفسهم.
وآية آل عمران : لا يتضمن ظاهر لفظها ذلك لظهور اللفظ في معنى تأثير ليس كعدمه.
٥٣ - مسألة :-
قوله تعالى :( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا).
وقال فيها بعد ذلك :(فلا تعتدوها ).
أن الحدود في الأولى : هي عبارة عن نفس المحرمات في الصيام والاعتراف من الأكل والشرب والوطء - والمباشرة فناسب :(قلا تقربوها.
والحدود في الثانية : أوامر في أحكام الحل والحرمة في نكاح المشركات، وأحكام الطلاق والعدة والإيلاء والرجعة وحصر الطلاق في الثلاث والخلع، فناسب :(فلا تعتدوها أي : لاتتعدوا أحكام الله تعالى إلى غيرها مما لم يشرعه لكم فقفوا عندها، ولذلك قال بعدها :(وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
مسألة :


الصفحة التالية
Icon