وقال ابن عطية :
قوله ﴿ أو لم يهد للذين يرثون الأرض ﴾ الآية،
هذه ألف تقرير دخلت على واو العطف، و" يهدي " معناه يبين والهدى الصباح وأنشدوا على ذلك :
حتى استبنت الهدى والبيد هاجمة... يسبحن في الآل غلفاً أو يصلينا
ويحتمل أن يكون المبين الله ويحتمل أن يكون المبين قوله ﴿ أن لو نشاء ﴾ أي علمهم بذلك وقال ابن عباس ومجاهد وابن زيد : و" يهدي " معناه يتبين، وهذه أيضاً آية وعيد، أي ألم يظهر لوارث الأرض بعد أولئك الذين تقدم ذكرهم وما حل بهم أنا نقدر لو شئنا أن نصيبهم إصابة إهلاك بسبب معاصيهم كما فعل بمن تقدم وكنا نطبع : أي نختم، ونختم عليها بالشقاوة، وفي هذه العبارة ذكر القوم الذين قصد ذكرهم وتعديد النعمة عليهم فيما " ورثوا " والوعظ بحال من سلف من المهلكين، ونطبع عطف على المعاصي إذ المراد به الاستقبال، ويحتمل أن يكون ونطبع منقطعاً إخباراً عن وقوع الطبع لا أنه متوعد به ويبقى التوعد بالإهلاك الذي هو بعذاب كالصيحة والغرق ونحوه، وقرأ أبو عمرو :﴿ ونطبع على ﴾ بإدغام العين في العين وإشمام الضم، ذكره أبو حاتم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾