﴿ لو نشاء لجعلناه حطاماً ﴾ ﴿ ولو شئنا لرفعناه بها ﴾ والذين يرثون الأرض أي يحلفون فيها من بعد هلاك أهلها وظاهره التسميع لمن كان في عصر الرسول ﷺ من مشركي قريش وغيرهم، وقال ابن عباس يريد أهل مكة، ﴿ ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون ﴾ الظاهر أنها جملة مستأنفة أي ونحن ﴿ نطبع على قلوبهم ﴾ والمعنى أنّ من أوضح الله له سبل الهدى وذكر له أمثالاً ممن أهلكه الله تعالى بذنوبهم وهو مع ذلك دائم على غيّه لا يرعوي يطبع الله على قلبه فينبو سمعه عن سماع الحق، وقال ابن الأنباري يجوز أن يكون معطوفاً على أصبنا إذا كان بمعنى نصيب فوضع الماضي موضع المستقبل عند وضوح معنى الاستعمال كما قال تعالى ﴿ تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك ﴾ أي إن يشأ يدل عليه قوله ﴿ ويجعل لك قصوراً ﴾ انتهى فجعل ﴿ لو ﴾ شرطية بمعنى أن ولم يجعلها التي هي لما كان سيقع لوقوع غيره ولذلك جعل أصبنا بمعنى نصيب ومثال وقوع لو موقع أن قول الشاعر :
لا يلفك الراجيك إلاّ مظهرا...
خلق الكرام ولو تكون عديما


الصفحة التالية
Icon