وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ ﴾
فيه وجهان :
أحدهما : مكان الشدة الرخاء، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد.
والثاني : مكان الخير والشر.
﴿ حَتَّى عَفَواْ ﴾ فيه أربعة أقاويل :
أحدها : حتى كثروا، قاله ابن عباس، ومجاهد، والسدي، قال لبيد :
وَأنَاسٌ بَعْدَ قَتْلٍ قَدْ عَفَواْ... وَكَثِيرٌ زَالَ عَنْهُمْ فَانْتَقَلْ
والثاني : حتى أعرضواْ، قاله ابن بحر.
والثالث : حتى سُرّوا، قاله قتادة.
والرابع : حتى سمنوا، قاله الحسن، ومنه قول بشر بن أبي حازم :
فَلَمَّا أَنْ عَفَا وَأَصَابَ مَالاً... تَسَمَّنَ مَعْرِضاً فِيهِ ازْوِرَارُ
﴿ وَّقَالُوْا قَدْ مَسَّ ءَابَاءَنَا الضَّرَّاءُ والسَّرَّآءُ ﴾ أي الشدة والرخاء يعنون ليس البأساء والضراء عقوبة على تكذيبك وإنما هي عادة الله في خلقه أن بعد كل خصب جدباً وبعد كل جدب خصباً. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية