وقال القرطبى :
﴿ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ القرى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ﴾
قرأه الحرميان وابن عامر بإسكان الواو للعطف، على معنى الإباحة ؛ مثل ﴿ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً ﴾ [ الإنسان : ٢٤ ].
جالس الحسن أو ابن سيرين.
والمعنى : أو أمنوا هذه الضروب من العقوبات.
أي إن أمنتم ضرباً منها لم تأمنوا الآخر.
ويجوز أن يكون "أو" لأحد الشيئين، كقولك : ضربت زيداً أو عمراً.
وقرأ الباقون بفتحها بهمزة بعدها.
جعلها واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام ؛ نظيره ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً ﴾ [ البقرة : ١٠٠ ].
ومعنى ﴿ ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ أي وهم فيما لا يجدي عليهم ؛ يقال لكل من كان فيما يضره ولا يجدي عليه لاعب، ذكره النحاس.
وفي الصحاح.
اللعب معروف، واللّعْب مثله.
وقد لعِب يلعَب.
وتَلَعَّب : لَعِبَ مرة بعد أخرى.
ورجل تِلْعَابَة : كثير اللعب، والتلعاب ( بالفتح ) المصدر.
وجارية لَعُوبٌ. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى ﴾
يعني نهاراً لأن الضحى صدر النهار ﴿ وهم يلعبون ﴾ يعني : وهم ساهون لاهون غافلون عما يراد بهم.
والمقصود من الآية أن الله خوفهم بنزول العذاب وهم في غاية الغفلة وهو حال النوم بالليل وحال الضحى بالنهار لأنه الوقت الذي يغلب على الإنسان التشاغل فيه بأمور الدنيا، وأمور الدنيا كلها لعب ويحتمل أن يكون المراد خوضهم في كفرهم وذلك لعب أيضاً لأنه يضر ولا ينفع. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon