وقال الثعلبى :
﴿ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ الله فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلاَّ القوم الخاسرون ﴾ ومعني ( مكر ) استدراج القوم بما أراهم في دنياهم.
قال قتادة : مكر الله استدراجه بطول الصحة وتظاهر النعم، وقال عطيّة : يعني أخذه وعذابه، وحكى [ الشبلي ] أنه سئل عن مكر الله فأجاب بقول :
محبتك لا ببعضي بل بكلي | وإن لم يبقَ حبك لي حراكاً |
ومقبح من موالد ليفع | ل سنتي ويفعله فيحسن |
وقال ابن عطية :
﴿ أفَأمنُوا مَكْرَ الله ﴾
و﴿ مكر الله ﴾ هي إضافة مخلوق إلى الخالق كما تقول : ناقة الله وبيت الله، والمراد فعل يعاقب به مكرة الكفار، وأضيف إلى الله لما كان عقوبة الذنب فإن العرب تسمي العقوبة على أي وجه كانت باسم الذنب الذي وقعت عليه العقوبة، وهذا نص في قوله ﴿ ومكروا ومكر الله ﴾، وهذا الموضع أيضاً كان كفرهم بعد الرسالة وظهور دعوة الله مكر وخديعة واستخفاف، وقيل عومل في مثل هذا وغيره اللفظ دون المعنى في مثل قوله ﴿ الله يستهزىء بهم ﴾ [ البقرة : ١٥ ] و" أن الله لا يمل حتى تملوا " وغير ذلك. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾