وقال ابن عاشور :
وفصلت جملة :﴿ قالوا يا موسى ﴾ لوقوعها في طريقة المحاورة بينهم وبين فرعون وموسى، لأن هؤلاء هم أهل الكلام في ذلك المجمع.
و﴿ إمّا ﴾ حرف يدل على الترديد بين أحد شيئين أو أشياء، ولا عمل له ولا هو معمول، وما بعده يكون معمولاً للعامل الذي في الكلام.
ويَكون ( إما ) بمنزلة جزء كلمة مثل أل المعرفة، كقول تأبط شراً:
هُمَا خُطّتَا إما إسارٍ ومنّةٍ...
وإمّا دَممٍ والموتُ بالحر أجدر
وقوله :﴿ أنْ تُلْقي وقوله : أن نكون نحن الملقين ﴾ يجوز كونهما في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف، أي إما إلقاؤك مقدم وإما كوننا ملقين مقدم، وقد دل على الخبر المقام لأنهم جاءوا لإلقاء آلات سحرهم، وزعموا أن موسى مثلهم.