وقال أبو حيان :
﴿ قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين ﴾
لما عرض موسى عليه السلام رسالته على فرعون وذكر الدليل على صدقه وهو مجيئه بالبينة والخارق المعجز استدعى فرعون منه خرق العادة الدالّ على الصدق وهذا الاستدعاء يحتمل أن يكون على سبيل الاختبار وتحويزه ذلك ويحتمل أن يكون على سبيل التعجيز لما تقرّر في ذهن فرعون أن موسى لا يقدر على الإتيان ببينة والمعنى إن كنت جئت بآية من ربك فاحضرها عندي لتصحّ دعواك ويثبت صدقك. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾
﴿ قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٠٦) ﴾
﴿ قَالَ ﴾ استئنافٌ وقع جواباً عن سؤال ينساق إليه الكلامُ كأنه قيل : فماذا قال فرعونُ له عليه السلام حين قال له ما قال؟ فقيل : قال :﴿ قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآية ﴾ أي من عند مَنْ أرسلك كما تدعيه ﴿ فَأْتِ بِهَا ﴾ أي فأحضِرْها حتى تُثبت بها رسالتَك ﴿ إِن كُنتَ مِنَ الصادقين ﴾ في دعواك، فإن كونَك من جملة المعروفين بالصدق يقتضي إظهارَ الآيةِ لا محالة. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon