وقال السمرقندى :
﴿ فَأُلْقِىَ ﴾ موسى ﴿ عصاه ﴾ يعني : ألقى موسى عصاه من يده ﴿ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴾ وهي أعظم الحيات، ويقال الثعبان الحية الذكر الصفراء الشقراء ويقال صارت حية من أعظم الحيات رأسها مع شرف قصر فرعون، ففتحت فاها نحو فرعون، وكان فرعون على سريره فوثب فرعون عن سريره، وهرب منها، وهرب الناس، وصاحوا إلى موسى، ونادى فرعون يا موسى خذها عني فأخذها، فإذا هي عصا بيضاء بيده كما كانت، وجعل الناس يضحكون مما يصنع موسى.
ومعنى قوله :﴿ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴾ يعني : أنها حية تسعى لا لبس فيها.
فقال له فرعون : هل معك غير هذا؟ فقال : نعم ﴿ وَنَزَعَ يَدَهُ ﴾ يعني : أخرج يده أخرجها من جيبه كما قال في آية أخرى ﴿ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِى جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سواء فِى تِسْعِ ءايات إلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فاسقين ﴾ [ النمل : ١٢ ] يعني : من غير برص ﴿ فَإِذَا هِىَ بَيْضَاء للناظرين ﴾ يعني : لها شعاع غلب على نور الشمس.
ومعنى قوله :﴿ للناظرين ﴾ يعني : يتعجب ويتحير منها الناظرون.
ويقال : إن البياض من غير برص.
لأن الناس يكرهون النظر إلى الأبرص، فأخبر أن ذلك بياض ينظرون إليه من غير سوء.
ثم أدخل يده في جيبه وأخرجها فصارت كما كانت. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾