" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله :" فَغَلِبُوا هُنالِكَ " يجوزُ أن يكون مكاناً، أي : غُلِبُوا في المكانِ الذي وقع فيه سحرهم، وهذا هو الظَّاهِرُ.
وقيل : يجوزُ أن يكون زماناً، وهذا ليس أصْلُهُ، وقد أثبت لَهُ بعضهم هذا المعنى بقوله تعالى :﴿ هُنَالِكَ ابتلي المؤمنون ﴾ [ الأحزاب : ١١ ].
ويقول الآخر :[ الكامل ]
٢٥٤٤ -.............
فَهُنَاكَ يَعْترفُونَ أيْنَ المَفْزَعُ؟
ولا حُجَّةَ فيهما، لأنَّ المكانَ فيهما واضحٌ.
قوله :" وانقلبُوا صاغرينَ " أي : ذليلين مقهورين.
وصاغرين حالٌ من فاعل انقلبُوا والضميرُ في انقلبُوا يجوزُ أن يعودَ على قوم فرعون وعلى السَّحرةِ، إذا جعلنا الانقلابِ قبل إيمان السحرةِ، أو جعلنا انقلبُوا بمعنى : صاروا، كما فسَّره الزمخشريُّ، أي : صاروا أذلاَّءَ مبهوتين مُتَحَيِّرين.
ويجوز أن يعودَ عليهم دُونَ السَّحرةِ إذا كان ذلك بعد إيمانهم، ولم يجعلْ انْقلبُوا بمعنى : صاروا : لأنَّ اللا لا يَصِفُهُم بالصَّغَارِ بعد إيمانهم.
قوله :﴿ وَأُلْقِيَ السحرة سَاجِدِينَ ﴾.
قال مقاتل :" ألْقاهُمُ اللَّهُ ".
وقيل : ألهمهم اللَّهُ أنْ يسجدُوا فَسَجَدُوا.
قال الأخفشُ : من سرعة ما سَجدُوا كأنَّهم ألقوا.
ف " ساجدين " حال من السَّحرة، وكذلك قالوا أي ألقوا ساجدين قائلين ذلك، ويجوزُ أن يكُون حالاً من الضَّمير المستتر في ساجدينَ.
وعلى كلا القولين هُمْ متلبِّسُون بالسُّجُودِ للَّهِ تعالى.
ويجوزُ أن يكون مستأنفاً لا محلَّ له، وجعله أبُو البقاءِ حالاً من فاعل " انْقَلَبُوا "، فإنَّهُ قال :" يجوزُ أن يكُون حالاً، أي : فانْقَلَبُوا صاغرين ".
قالوا وهذا ليس بجيِّد للفصل بقوله " وَألقى السَّحرةُ ".
قوله :﴿ قالوا آمَنَّا بِرَبِّ العالمين ﴾.


الصفحة التالية
Icon