قال المفسِّرونَ : لما قالوا :﴿ قالوا آمَنَّا بِرَبِّ العالمين ﴾ قال فِرعونُ : إيّايَ تعنُون ؛ فقالوا :﴿ رَبِّ موسى وَهَارُونَ ﴾، ف :" ربِّ مُوسَى " يجوز أن يكون نعتاً لـ :" ربِّ العالمينَ "، وأن يكون بدلاً، وأنْ يكون عطف بيان.
وفائدُ ذلك : نَفْيُ تَوَهُّم من يتوهَّمُ أنَّ رب العالمينَ قد يطلق على غير اللَّه تعالى، لقول فرعونَ ﴿ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى ﴾ [ النازعات : ٢٤ ] وقدَّمُوا " مُوسَى " في الذِّكْرِ على " هَارُونَ " وإن كان هارون أسَنَّ منه، لكبره في في الرُّتْبَةِ، أو لأنَّهُ وقع فاصِلة هنا.
ولذلك قال في سورة طه :﴿ بِرَبِّ هَارُونَ وموسى ﴾ [ طه : ٧٠ ] لوقوع " موسى " فاصلةً، أو تكون كل طائفة منهم قالت إحدى المقالتين، فنسبَ فعل البعض إلى المجمُوعِ في سورةٍ، وفعل بعضهم الآخر إلى المجمُوعِ في أخرى. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٩ صـ ٢٦٤ ـ ٢٦٥﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآيات
قال عليه الرحمة :
﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (١١٧) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١١٨) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (١١٩) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (١٢٠) قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٢١) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (١٢٢) ﴾
مَوَّهُوا بسحرهم أنهم غَلَبُوا، فَأَدْخَل الله - سبحانه - على تمويهاتهم قهرَ الحق، وطاشت تلك الحِيَلُ، وخاب منهم الأمل، وجذب الحقُّ - سبحانه - أسرارهم على الوهلة فأصبحوا في صدر العداوة، وكانوا - في التحقيق - من أهل الود. فسبحان مَنْ يُبْرِز العدوَّ في نعت الولي ؛ ثم يقلب الكتابَ ويُظْهِرُ الوليَّ في نعت العدو، ثم يأبى الحلُ إلا حصولَ المَقْضِيِّ. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٥٥٧ ـ ٥٥٨﴾