المسألة الثانية :
أن موسى عليه السلام إنما يمكنه الإفساد بواسطة الرهط والشيعة فنحن نسعى في تقليل رهطه وشيعته، وذلك بأن نقتل أبناء بني إسرائيل ونستحيي نساءهم.
ثم بين أنه قادر على ذلك بقوله :﴿وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهرون﴾ والمقصود منه ترك موسى وقومه، لا من عجز وخوف، ولو أراد به البطش لقدر عليه، كأنه يوهم قومه أنه إنما لم يحبسه ولم يمنعه لعدم التفاته إليه ولعدم خوفه منه.
واختلف المفسرون، فمنهم من قال : كان يفعل ذلك كما فعله ابتداء عند ولادة موسى، ومنهم من قال بل منع منه واتفق المفسرون على أن هذا التهديد وقع في غير الزمان الأول ثم حكى تعالى عن موسى عليه السلام أنه قال لقومه :﴿استعينوا بالله واصبروا﴾ وهذا يدل على أن الذي قاله الملأ لفرعون، والذي قال فرعون لهم قد عرفه موسى عليه السلام ووصل إليه، فعند ذلك فال لقومه ﴿استعينوا بالله واصبروا ﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ١٧١ ـ ١٧٣﴾