وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا ءَالَ فِرْعَوْنَ بالسِّنِينَ ﴾
فيه قولان :
أحدهما : يعني بالجوع، قاله مجاهد، وقتادة.
والثاني : أن معنى السنين الجدوب، قاله الحسن.
والعرب تقول : أخذتهم السنة إذا قحطوا وأجدبوا.
وقال الفراء : المراد بالسنين الجدب والقحط عاماً بعد عام. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
قوله :﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ﴾ الآية
أخبر أنه أخذ آل فرعون في تلك المدة التي كان موسى يدعوهم فيها بالسنين وهو الجدوب والقحوط، وهذه سيرة الله في الأمم، وكذلك فعل بقريش والسنة في كلام العرب : القحط ومنه قول ليلى والناس مسنتون، وسنة وعضة وما جرى مجراها من الأسماء المنقوصة تجمع بالواو والنون ليس على جهة جمع السلامة لكن على جهة العوض مما نقص، وكذلك أرض توهموا فيها نقص هاء التأنيث لأنه كان حقها أن تكون أرضه، وأما حرة وأحرون فلأن التضعيف أبداً. يعتل فتوهموه مثل النقص، وكسر السين من سنون وسنين وزيادة الألف في أحرين دليل على أنه ليس بجمع سلامة.
وقوله تعالى :﴿ ونقص من الثمرات ﴾ روي أن النخلة كانت لا تحمل إلا ثمرة واحدة، وقال نحوه رجاء بن حيوة، وأراد الله عز وجل أن ينيبوا ويزدجروا عما هم عليه من الكفر، إذ أحوال الشدة ترق القلوب وترغب فيما عند الله. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon