وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ ﴾
والحسنة إذا أطلقت فهي الأمر الذي يأتي من ورائه الخير. ولكن الحسنة مرة تكون لك، ومرة تُطْلَب منك، فالحسنة التي لك في ذاتك أولاً أن تكون في عافية وسلام، ثم الحسنة في مقومات الذات ومقومات الحياة، وهي في النبات، والحيوان، والخصب والثروة. والحسنة المطلوبة منك هي أيضاً لك. فسبحانه يطلب منك عمل شيء يورِّثك في الآخرة حسنة، ولذلك يقول سبحانه :﴿ مَن جَآءَ بالحسنة فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا... ﴾ [ الأنعام : ١٦٠ ]
وهذه هي الحسنة التي تعطي الإِنسان خيراً فيما بعد. إذن فالحسنة التي في ذاتك من عافية وسلامة أو في مقومات الذات من ثمرات وحيوانات وخصب وأعشاب وثراء فكلها موقوتة بزمن موقوت هو الدنيا. والحسنة الثانية غير محدودة لأن زمنها غير محدود. فأي الحسنات أرجح وأفضل بالنسبة للإِنسان؟. إنها حسنة الآخرة.
وقوله الحق :﴿ فَإِذَا جَآءَتْهُمُ الحسنة ﴾ أي جاء لهم قدر من الخصب والثمار وغير ذلك من الرزق يقولون :" لنا هذه " أي أننا نستحقها ؛ فواحد يقول : أنا أستحقها لأنني رتبت لها وأتقنت الزراعة والحصاد مثلما قال قارون :﴿ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ على علم عندي... ﴾ [ القصص : ٧٨ ]