وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ ﴾
أي قال قوم فرعون لموسى "مهما".
قال الخليل : الأصل ما، ما ؛ الأُولى للشرط، والثانية زائدة توكيد للجزاء ؛ كما تزاد في سائر الحروف، مثلُ إمّا وحيثما وأينما وكيفما.
فكرِهوا حرفين لفظهما واحد ؛ فأبدلوا من الألف الأُولى هاء فقالوا مهما.
وقال الكسائيّ : أصله مَهْ ؛ أي اكفف، ما تأتنا به من آية.
وقيل : هي كلمة مفردة، يجازى بها ليُجزم ما بعدها على تقدير إنْ.
والجواب ﴿ فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ ﴿ لِّتَسْحَرَنَا ﴾ لتصرفنا عما نحن عليه.
وقد مضى في "البقرة" بيان هذه اللفظة.
قيل : بقي موسى في القبط بعد إلقاء السحرة سُجَّداً عشرين سنة يريهم الآيات إلى أن أغرق الله فرعون، فكان هذا قولهم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾
قوله تعالى :﴿ وقالوا ﴾ يعني قوم فرعون وهم القبط لموسى عليه السلام ﴿ مهما تأتنا به من آية ﴾ يعني من عند ربك فهي عندنا سحر وهو قولهم ﴿ لتسحرنا بها ﴾ يعني لتصرفنا عما نحن عليه من الدين ﴿ فما نحن لك بمؤمنين ﴾ يعني بمصدّقين وكان موسى رجلاً حديداً مستجاب الدعوة فدعا عليهم فاستجاب الله دعاءه. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon