ظاهر الآية أنه تعالى إنما أنزل عليهم هذه المضار لأجل أن يرجعوا عن طريقة التمرد والعناد إلى الانقياد والعبودية، وذلك لأن أحوال الشدة ترقق القلب وترغب فيما عند الله، والدليل عليه قوله تعالى :﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الضر فِى البحر ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ﴾ [ الإسراء : ٦٧ ] وقوله :﴿وَإِذَا مَسَّهُ الشر فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ﴾ [ فصلت : ٥١ ].
المسألة الثانية :
قال القاضي : هذه الآية تدل على أنه تعالى فعل ذلك إرادة منه أن يتذكروا، لا أن يقيموا على ما هم عليه من الكفر.
أجاب الواحدي عنه : بأنه قد جاء لفظ الابتلاء والاختبار في القرآن، لا بمعنى أنه تعالى يمتحنهم، لأن ذلك على الله تعالى محال، بل بمعنى أنه تعالى عاملهم معاملة تشبه الابتلاء والامتحان، فكذا ههنا والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ١٧٥﴾