﴿ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الغربي ﴾ إلى قوله ﴿ الشاهدين ﴾ [ القصص : ٤٤ ] ﴿ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطور إِذْ نَادَيْنَا ﴾ [ القصص : ٤٦ ].
قال الثعلبي : وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عليّ بن نصير المزكى، أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج حدّثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا رشد بن سعيد عن سعيد بن عبد الرحمن المعافري عن أبيه أن كعب الأحبار رأى حبر اليهود يبكي قال : ما يبكيك؟
قال : ذكرت بعض الأُمور.
فقال له كعب : أنشدك الله لئن أخبرتك ما أبكاك تصدقني؟
قال : نعم.
قال : أنشدك الله تجد في [ الكتاب ] المنزل أنّ موسى ( عليه السلام ) نظر في التوراة فقال : إني أجد أُمة خير أُمم أُخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله والرسول والكتاب الآخر ويقاتلون أهل الضلالة حتّى يقاتلوا الأعور الدجال، فقال موسى : ربّ اجعلهم أُمّتي، قال : هم أُمّة محمد يا موسى، قال الحبر : نعم.
قال : أنشدك الله تجد في كتاب الله المنزل أنّ موسى نظر في التوراة فقال : رب إني أجد أُمةً يأكلون كفاراتهم وصدقاتهم، وكان الأولون يحرقون صدقاتهم بالنار غير أن موسى كان يجمع صدقات بني إسرائيل فلا يجد عبداً مملوكاً ولا أمةً إلاّ اشتراه ثمّ أعتقه من تلك الصدقات فما فضل حفر له بئر عميقة القعر فألقاه فيها ثمّ دفنه كيلا يرجعوا فيه، وهم المستجيبون والمستجاب لهم الشافعون والمشفوع لهم.
قال موسى : اجعلهم أُمّتي؟ قال : هي أُمة أحمد يا موسى. قال الحبر : نعم.


الصفحة التالية
Icon