فصل


قال الفخر :
﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾
اعلم أنه تعالى لما بين أنه خص موسى -عليه السلام- بالرسالة ذكر في هذه الآية تفصيل تلك الرسالة فقال :﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِى الالواح﴾ نقل صاحب "الكشاف" عن بعضهم : أن موسى خر صعقاً يوم عرفة.
وأعطاه الله تعالى التوراة يوم النحر، وذكروا في عدد الألواح، وفي جوهرها وطولها أنها كانت عشرة ألواح.
وقيل : سبعة.
وقيل إنها كانت من زمردة جاء بها جبريل عليه السلام.
وقيل من زبرجدة خضراء وياقوتة حمراء.
وقال الحسن : كانت من خشب نزلت من السماء.
وقال وهب : كانت من صخرة صماء لينها الله لموسى عليه السلام، وأما كيفية الكتابة.
فقال ابن جريج كتبها جبريل بالقلم الذي كتب به الذكر واستمد من نهر النور.
واعلم أنه ليس في لفظ الآية ما يدل على كيفية تلك الألواح، وعلى كيفية تلك الكتابة، فإن ثبت ذلك التفصيل بدليل منفصل قوي، وجب القول به وإلا وجب السكوت عنه.
وأما قوله :﴿من كل شيء﴾ فلا شبهة فيه أنه ليس على العموم، بل المراد من كل ما يحتاج إليه موسى وقومه في دينهم من الحلال والحرام والمحاسن والمقابح.


الصفحة التالية