وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ الذين يَتَّبِعُونَ الرسول النبى الأمى ﴾
يعني : محمداً ﷺ الذي لا يكتب ولا يقرأ الكتب قال الزجاج : الأُمِّيُّ الذي هو على خِلْقَةِ أمه لم يتعلم الكتابة وهو على جبلته.
ويقال : إنما سمي محمد ﷺ أمِّيّاً لأنه كان من أم القرى وهي مكة.
ثم قال :﴿ الذى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ ﴾ يعني : يجدون نعته وصفته ﴿ فِى التوراة والإنجيل يَأْمُرُهُم بالمعروف ﴾ يعني : شرائع الإسلام بالتوحيد يرخص لهم الحلالات من الشحوم واللحوم وأشباهها ﴿ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الخبئث ﴾ يعني : ويبيّن لهم الحرام الميتة والدم ولحم الخنزير والخمر ﴿ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ﴾ يعني : ثقلهم من العهود قرأ ابن عامر ﴿ آصَارَهُمْ ﴾ على معنى الجماعة.
وأصل الإصر الثقل.
فسمي العهد إصْراً لأن حفظ العهد يكون ثقيلاً.
ويقال : يعني الأمور التي كانت عليهم في الشرائع.
ويقال : هو ما عهد عليهم من تحريم الطيبات.
ثم قال :﴿ إِصْرَهُمْ والاغلال التى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ وهي كناية عن أمور شديدة لأن في الشريعة الأولى كان الواحد منهم إذا أصابه البول في ثوبه وجب قطعه، وكان عليهم ألا يعملوا في السبت، وغير ذلك من الأعمال الشديدة فوضع عنهم ذلك.
ثم قال :﴿ فالذين ءامَنُواْ بِهِ ﴾ يعني : صدقوه وأقروا بنبوته ﴿ وَعَزَّرُوهُ ﴾ يعني : عظموه وشرفوه.


الصفحة التالية
Icon