وتأنيث اثنتي مع أن المعدود مذكر وما قبل الثلاثة يجري على أصل التأنيث والتذكير لتأويل ذلك بمؤنث وهو ظاهر مما قررنا، وقرأ الأعمل وغيره ﴿ اثنتى عَشْرَةَ ﴾ بكسر الشين وروى عنه فتحها أيضاً والكسر لغة تميم والسكون لغة الحجاز، وقوله سبحانه :﴿ أُمَمًا ﴾ بدل بعد بدل من اثنتي عشرة لا من أسباط على تقدير أن يكون بدلاً لأنه لا يبدل من البدل، وجوز كونه بدلاً منه إذا لم يكن بدلاً ونعتاً إن كان كذلك أو لم يكن ﴿ وَأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى إِذِ استسقاه قَوْمُهُ ﴾ حين استولى عليه العطش في التيه ﴿ أَنِ اضرب بّعَصَاكَ الحجر ﴾ تفسير لفعل الإيحاء ﴿ فَانٍ ﴾ بمعنى أي، وجوز أبو البقاء كونها مصدرية ﴿ فانبجست ﴾ أي انفجرت كمات قال ابن عباس وزعم الطبرسي أن الانبجاس خروج الماء بقلة والانفجار خروجه بكثرة، والتعبير بهذا تارة وبالأخرى أخرى باعتبار أول الخروج وما انتهى إليه والعطف على مقدر ينسحب عليه الكلام أي فضرب فانبجست وحذف المعطوف عليه لعدم الالباسا وللإشارة إلى سرعة الامتقال حتى كأن الإيحاء وضربه أمر واحد وأن الانبجاس بأمر الله تعالى حتى كأن فعل موسى عليه السلام لا دخل فيه.


الصفحة التالية
Icon