وقال القرطبى :
وقرأ عيسى وطلحة "معذِرةً" بالنصب.
ونصبُه عند الكسائيّ من وجهين : أحدهما على المصدر.
والثاني على تقدير فعلنا ذلك معذرة.
وهي قراءة حَفْص عن عاصم.
والباقون بالرفع : وهو الاختيار ؛ لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذاراً مستأنَفاً من أمر لِيمُوا عليه، ولكنهم قيل لهم : لِم تَعظون؟ فقالوا : موعظتنا معذرة.
ولو قال رجل لرجل : معذرةً إلى الله وإليك من كذا، يريد اعتذاراً ؛ لنصب.
هذا قول سيبويه.
ودلّت الآية على القول بسدّ الذَّرائع.
وقد مضى في "البقرة".
ومضى فيها الكلام في الممسوخ هل ينْسُل أم لا، مبيّناً.
والحمد لله.
ومضى في "آل عمران" و"المائدة" الأمر بالمعروف والنهيُ عن المنكر.
ومضى في "النساء" اعتزال أهل الفساد ومجانبتهم، وأن من جالسهم كان مثلهم ؛ فلا معنى للإعادة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon