وقال القرطبى :
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ ﴾
والنسيان يطلق على الساهي.
والعامد : التارك ؛ لقوله تعالى :﴿ فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ ﴾ أي تركوه عن قصد ؛ ومنه ﴿ نَسُواْ الله فَنَسِيَهُمْ ﴾ [ التوبة : ٦٧ ].
ومعنى ﴿ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ ﴾ أي شديد.
وفيه إحدى عشرة قراءة : الأُولى قراءة أبي عمرو وحمزة والكِسائيّ "بئيس" على وزن فعيل.
الثانية قراءة أهل مكة "بِئيس" بكسر الباء والوزن واحد.
والثالثة قراءة أهل المدينة "بِيْسٍ" الباء مكسورة بعدها ياء ساكنة بعدها سين مكسورة منوّنة، وفيها قولان.
قال الكسائي : الأصل فيه "بِيِيس" خفيفة الهمزة، فالتقت ياءان فحذفت إحداهما وكسر أوّله ؛ كما يقال : رَغِيف وشهيد.
وقيل : أراد "بئس" على وزن فِعل ؛ فكسر أوله وخفف الهمزة وحذف الكسرة ؛ كما يقال : رَحِم ورِحْم.
الرابعة قراءة الحسن، الباء مكسورة بعدها همزة ساكنة بعدها سين مفتوحة.
الخامسة قرأ أبو عبد الرحمن المقرىء "بَئِسٍ" الباء مفتوحة والهمزة مكسورة والسين مكسورة منوّنة.
السادسة قال يعقوب القارىء : وجاء عن بعض القراء "بعذاب بَئِسَ" الباء مفتوحة والهمزة مكسورة والسين مفتوحة.
السابعة قراءة الأعمش "بَيْئسٍ" على وزن فيعل.
وروى عنه "بَيْأسٍ" على وزن فيعل.
وروى عنه "بَئِسٍ" بباء مفتوحة وهمزة مشددة مكسورة، والسين في كله مكسورة منوّنة، أعني قراءة الأعمش.
العاشرة قراءة نصر بن عاصم "بعذاب بَيّس" الباء مفتوحة والياء مشدّدة بغير همز.
قال يعقوب القارىء : وجاء عن بعض القراء "بِئيسٍ" الباء مكسورة بعدها همزة ساكنة بعدها ياء مفتوحة.
فهذه إحدى عشرة قراءة ذكرها النحاس.
قال عليّ بن سليمان : العرب تقول جاء ببنات بِيسٍ أي بشيء رديء.
فمعنى "بِعَذَابٍ بِيسٍ" بعذاب رديء.


الصفحة التالية
Icon