إن هناك سرعة لحساب الآخرة. وحتى لو افترضنا أننا سنبقى جميعاً دون حساب إلى أن تنتهي الدنيا، فإن الحساب سيكون سريعاً لأن كل لحظة تمر على أي إنسان تقربه من العقاب، وحتى لو كان عمر الدنيا مليون سنة، فكل يوم يمر سينقص من عمر الدنيا.
وحين يقول الحق سبحانه بعد سرعة العقاب ﴿ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌْ ﴾ قد نجد من يسأل كيف والحديث هنا عن العقاب؟ ونقول : إنه سبحانه الذي يتكلم. وهو القادر، فإذا قال : أنه لسريع العقاب، فهذا يعني أنه يسرع بعقاب المفسدين والظالمين ؛ لأنه غفور رحيم بالمظلومين الذين يُظلمون، إذن فسرعة عقاب الظّلمَة رحمة منه بالمظلومين. أو أن الله كما قال " سريع العقاب " فإنه - سبحانه - يأتي بالمقابل لكي يشجع كل إنسان على الدخول في رحمته. أ هـ ﴿تفسير الشعراوى صـ ﴾