وفي الحديث أن رسول الله ﷺ قال :" عليكم بتزويج الأبكار فإنهن أنتق أرحاماً وأطيب أفواهاً " الحديث. وقد جاء في القرآن بدل هذه اللفظة في هذه القصة بعينها رفعنا لكن ﴿ نتقنا ﴾، و﴿ فوقَهم ﴾ أعطت الرفع بزيادة قرينة هي أن الجبل اقتلعته الملائكة وأمر الله إياه، وروي أن موسى عليه السلام لما جاءهم بالتوراة فقال عن الله تعالى هذا كتاب الله أتقبلونه بما فيه؟ فإن فيه بيان ما أحل لكم وما حرم عليكم وما أمركم وما نهاكم، قالوا : انشر علينا ما فيها فإن كانت فرائضها يسيرة وحدودها خفيفة قبلناها، قال : قبلوها بما فيها قالوا : لا، فراجعهم موسى فراجعوا ثلاثاً فأوحى الله عز وجل إلى الجبل فانقلع وارتفع فوق رؤوسهم، فقال لهم موسى ﷺ ألا ترون ما يقول ربي؟ : لئن لم تقبلوا التوراة بما فيها لأرمينكم بهذا الجبل قال الحسن البصري : فلما رأوا إلى الجبل خر كل واحد منهم ساجداً على حاجبه الأيسر ونظر بعينه اليمنى إلى الجبل فرقاً أن يسقط عليه فلذلك ليس في الأرض يهودي يسجد إلا على حاجبه الأيسر يقولون هذه السجدة التي رفعت بها عنا العقوبة، و" الظلة " ما أظل ومنه ﴿ من ظلل من الغمام ﴾ [ البقرة : ٢١٠ ] ومنه ﴿ عذاب يوم الظلة ﴾ [ الشعراء : ١٨٩ ] ومنه قول أسيد بن حضير للنبي ﷺ : قرأت البارحة " فغشي الدار مثل الظلة فيها أمثال المصابيح " فقال النبي ﷺ :" تلك السكينة تنزلت للقرآن " فإن قيل فإذا كان الجبل ظلة فما معنى : كأنه؟ فالجواب أن البشر إنما اعتادوا هذه الأجرام الأرضية ظللاً إذا كانت على عمد، فلما كان الجبل على غير عمد قيل ﴿ كأنه ظلة ﴾ أي كأنه على عمد، ﴿ وظنوا ﴾ قال المفسرون : معناه أيقنوا.