وقال الآلوسى :
﴿ وَإِذ نَتَقْنَا الجبل فَوْقَهُمْ ﴾
عطف على ما قبل بتقدير اذكر والنتق الرفع كما روي عن ابن عباس.
وإليه ذهب ابن الأعرابي، وعن أبي مسلم أنه الجذب، ومنه نتقت الغرب من البئر، وعن أبي عبيدة أنه القلع وما روي عن الحبر أوفق بقوله سبحانه :﴿ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطور ﴾ [ النساء : ١٥٤ ] وعلى القولين الأخيرين يضمن معنى الرفع ليتطابق الآيتان، والمراد بالجبل الطور أو جبل غيره وكان فرسخاً في فرسخ كمعسكر القوم فأمر الله تعالى جبريل عليه السلام لما توقفوا عن أخذ التوراة وقبولها إذ جاءتهم جملة مشتملة على ما يستثقلونه فقلعه من أصله ورفعه عليهم ﴿ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ ﴾ أي غمامة أو سقيفة ؛ وفسرت بذلك مع أنها كل ما علا وأظل لأجل حرف التشبيه إذ لولاه لم يكن لدخوله وجه و﴿ فَوْقَ ﴾ ظرف لنتقنا أو حال من الجبل مخصصة على ما قيل للرفع ببعض جهات العلو، والجملة الاسمية بعد في موضع الحال أيضاً أي مشابها ذلك ﴿ وَظَنُّواْ ﴾ أي تيقنوا ﴿ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ ﴾ أي ساقط عليهم إن لم يقبلوا يوعدون بذلك بهذا الشرط والصادق لا يتخلف ما أخبر به لكن لما لم يكن المفعول واقعاً لعدم شرطه أشبه المظنون الذي قد يتخلف فلهذاسمي ذلك ظناً.