وقال مقاتل : إن ملك البلقاء قال لبلعام : أدعُ على موسى، فقال : إنه من أهل ديني لا أدعو عليه فنصبت خشبة ليصلب فلما رأى ذلك خرج على أتان له ليدعو عليهم، فلما عاين عسكرهم قامت به الأتان ووقفت فضربها فقالت : لم تضربني إني مأمورة فلا تظلمني وهذه نار أمامي قد منعتني أن أمشي فرجع وأخبر الملك، فقال : لتدعون عليه أو لأصلبنك فدعا على موسى بالاسم الأعظم ألا يدخل المدينة فاستجيب له ووقع موسى وبنو إسرائيل في التيه بدعائه فقال موسى : يارب [ بأي ] ذنب وقعنا في التيه قال : بدعاء العالم، قال : فكما سمعت دعاءه عليّ فاسمع دعائي عليه فدعا موسى عليه أن ينزع منه الاسم الأعظم والإيمان فسلخه الله تعالى مما كان عليه ونزع منه المعرفة فخرجت من صدره كحمامة بيضاء فذلك قوله تعالى ﴿ فانسلخ مِنْهَا ﴾ فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية.
وقال عبد الله بن عمر بن العاص وسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وأبو روق :" نزلت هذه الآية في أُميّة بن أبي الصلت الثقفي وكانت قصّته أنّه كان في ابتداء [ أمره ] قرأ الكتب وعلم أن الله تعالى مرسل رسولاً في ذلك الوقت ورجا أن يكون هو ذلك الرسول.
فلما أرسل محمد ( عليه السلام ) حسده وكان قصد بعض الملوك فلما رجع مرَّ على قتلى بدر فسأل عنهم فقيل قتلهم محمد فقال : لو كان نبياً ما قتل أقرباءه. فلمّا مات أميّة أتت أخته فارعة رسول الله ﷺ فسألها رسول الله ﷺ عن وفاة أخيها فقالت : بينا هو قد [ أتانا فنام على سريري فأقبل طائران ] ونزلا فقعد أحدهما عند رجله والآخر عند رأسه فقال الذي عند رجله للذي عند رأسه : أَدُعي؟ قال : دُعي، قال : أزكّي؟ قال : أبى، قالت : فسألته عن ذلك. قال : خيراً زيدي، فصرف عني ثمّ غشي عليه فلما أفاق قال :
كل عيش وإن تطاول دهراً * صائر أمره إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما بدا لي * في قلال الحبال أرعى الوعولا