وقال ابن عطية :
﴿ مَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتدى وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخاسرون ﴾
وختمت هذه الآيات التي تضمنت ضلال أقوام والقول فيه بأن ذلك كله من عند الله، الهداية منه وبخلقه واختراعه وكذلك الإضلال، وفي الآية تعجب من حال المذكورين، ومن أضل فقد حتم عليه بالخسران، والثواب والعقاب متعلق بكسب ابن آدم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال القرطبى :
﴿ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٧٨) ﴾
تقدّم معناه في غير موضع.
وهذه الآية تردّ على القدرية كما سبق، وتردّ على من قال إن الله تعالى هدى جميع المكلفين ولا يجوز أن يُضِلّ أحداً. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله :﴿ من يهد الله فهو المهتدي ﴾
يعني من يرشده الله إلى دينه فهو المهتدي، وقيل : معناه من يتول الله هدايته وإرشاده فهو المهتدي ﴿ ومن يضلل ﴾ يعني ومن يتول الضلالة ﴿ فأولئك هم الخاسرون ﴾ يعني في الآخرة وفي الآية دليل على أن الله سبحانه وتعالى هو الهادي المضل. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾