وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ ولو شئنا لرفعناه بها ﴾
يعني رفعنا درجته ومنزلته بتلك الآيات التي أوتيها.
وقال ابن عباس : لرفعناه، وقال ابن عباس : لرفعناه بعمله بها، وقال مجاهد وعطاء : معناه لو شئنا لرفعنا عنه الكفر وعصمناه بالآيات ﴿ ولكنه أخلد إلى الأرض ﴾ يعنيك ولكنه سكن إلى الدنيا ومال إليها ورضي بها وأصله من الخلود وهو الدوام والمقام والأرض هنا عبارة عن الدنيا لأن الأرض عبارة عن المفاوز والقفار وفيها المدن والضياع والمعادن والنبات ومنها يستخرج ما يعاش به في الدنيا فالدنيا كلها هي الأرض ﴿ واتبع هواه ﴾ يعني أنه أعرض عن التمسك بما أتاه الله من الآيات واتبع الهوى فخسر دنياه واخرته ووقع في هاوية الردى والهلاك وهذه الآية من أشد الآيات على العلماء الذين يريدون بعلمهم الدنيا وشهوات النفس ويتبعون الهوى وذلك لأن الله خص هذا الرجل بآياته وحكمته وعلمه اسمه العظم وجعل دعاءه مستجاباً ثم إنه اتبع هواه وركن إلى الدنيا ورضي بها عوضاً عن الآخرة نزع منه ما كان أعطيه وانسلخ من الدين فخسر الدنيا والآخرة ومن الذي يسلم من الميل إلى الدنيا واتباع الهوى إلا من عصمه الله بالورع وثبته بالعلم وبصُّره بعيوب نفسه.


الصفحة التالية
Icon