وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالحق ﴾
يعني : جماعة وهم أمة محمد ﷺ يهدون بالحق يعني يدعون إلى الحق ويأمرون بالحق ﴿ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ يعني بالحق يعملون وذلك أنه لما نزل قوله تعالى :﴿ وَمِن قَوْمِ موسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالحق وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ [ الأعراف : ١٥٩ ] قال أناس من أصحاب رسول الله ﷺ : يا رسول الله قد ذكر الله تعالى هؤلاء الرهط بالخير الجسيم من بني إسرائيل إن آمنوا بك وجعل لهم أجرين، ولنا أجراً واحداً، وقد صدقناك والرسل والكتب فنزل ﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ ﴾ يعني : من أمة محمد ﷺ ﴿ يَهْدُونَ بالحق وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ ﴾
عصبة ﴿ يَهْدُونَ بالحق وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ قال قتادة وابن جريج :" بلغنا أن النبيّ ﷺ قرأ هذه الآية فقال :" هي أحق بالحق يأخذون ويقضون ويعطون وقد أعطى القوم بين أيديكم مثلها ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ".
قال الربيع بن أنس :" قرأ النبيّ ﷺ هذه الآية فقال :" إن من أمتي قوماً على الحق حتّى ينزل عيسى " ( عليه السلام ).
عن عمير بن هاني قال : سمعت معاوية على هذا المنبر يقول :" سمعت النبيّ ﷺ قال : لا يزال من أُمّتي أُمّة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من غالطهم حتّى يأتي أمر الله عزّ وجلّ، وهم ظاهرون على الناس ".
وقال ابن حيان : هم مؤمنو أهل الكتاب. وقال عطاء : هم المهاجرون والأنصار والتابعون بإحسان قد سماهم الله تعالى في سورة براءة.
وقال الكلبي : هم من جميع الخلق. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon