وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ وممن خلقنا أمة يهدون بالحق ﴾
أي : يعملون به، ﴿ وبه يعدلون ﴾ أي : وبالعمل به يعدلون.
وفيمن أُريد بهذه الآية أربعة أقوال.
أحدها : أنهم المهاجرون والأنصار والتابعون باحسان من هذه الأمة، قاله ابن عباس.
وكان ابن جريج : يقول : ذُكر لنا أن النبي ﷺ قال :" هذه أُمتي، بالحق يأخذون ويعطون ويقضون " وقال قتادة : بلغنا أن النبي ﷺ كان إذا تلا هذه الآية قال :" هذه لكم وقد أعطي القومُ مثلها " ثم يقرأ :﴿ ومن قوم موسى أُمة يهدون بالحق وبه يعدلون ﴾ [ الأعراف : ١٥٩ ].
والثاني : أنهم من جميع الخلق، قاله ابن السائب.
والثالث : أنهم الأنبياء.
والرابع : أنهم العلماء.
ذكر القولين الماوردي. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٣ صـ ﴾
وقال القرطبى :
﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٨١) ﴾
في الخبر أن النبي ﷺ قال :" هم هذه الأُمة " وروي أنه قال :" "هذه لكم وقد أعطى الله قوم موسى مثلها".
وقرأ هذه الآية وقال :"إنّ من أُمتي قوماً على الحق حتى ينزل عيسى ابن مريم" " فدلّت الآية على أن الله عز وجل لا يُخْلِي الدنيا في وقت من الأوقات من داعٍ يدعُو إلى الحق. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾