وقال ابن عطية :
قوله :﴿ أولم يتفكروا ما بصاحبهم ﴾ الآية،
تقرير يقارنه توبيخ للكفار، والوقف على قوله ﴿ أولم يتفكروا ﴾ ثم ابتدأ القول بنفي ما ذكوره فقال :﴿ ما بصاحبهم من جنة ﴾ أي بمحمد ﷺ، ويحتمل أن يكون المعنى أو لم يتفكروا أنه ما بصاحبهم من جنة، وسبب نزول هذه الآية فيما روي أن رسول الله ﷺ صعد ليلاً على الصفا فجعل يدعو قبائل قريش، يا بني فلان، يا بني فلان يحذرهم ويدعوهم إلى الله فقال بعض الكفار حين أصحبوا هذا مجنون بات يصوت حتى الصباح فنفى الله عز وجل ما قالوه من ذلك في هذا الموطن المذكور وفي غيره، فإن الجنون بعض ما رموه به حتى أظهر الله نوره، ثم أخبر أنه نذير أي محذر من العذاب، ولفظ النذارة إذا جاء مطلقاً فإنما هو في الشر، وقد يستعمل في الخير مقيداً به، ويظهر من رصف الآية أنها باعثة لهم على الفكرة في أمر محمد ﷺ، وأنه ليس به جنة كما أحالهم بعد هذه الآية على النظر ثم بين المنظور فيه كذلك أحال هنا على الفكرة ثم بين المتفكر فيه. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ ﴾
سبب نزولها : أن رسول الله ﷺ، علا على الصفا ليلة، ودعا قريشاً فخذاً فخذاً : يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني فلان، فحذَّرهم بأس الله وعقابه، فقال قائلهم : إن صاحبكم هذا لمجنون، بات يصوِّت حتى الصباح، فنزلت هذه الآية، قاله الحسن، وقتادة.
ومعنى الآية : أولم يتفكروا فيعلموا ما بصاحبهم من جِنة، أي : جنون، فحثَّهم على التفكر في أمره ليعلموا أنه بريء من الجنون.
﴿ إن هو ﴾ أي : ما هو ﴿ إلا نذير ﴾ أي : مخوِّف ﴿ مبين ﴾ يبيِّن طريق الهدى. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٣ صـ ﴾