ومما يؤيد أنها مشتقة من هذا كتابتها بالواو في المصاحف إذ لولا قصد الإشارة إلى ما اشتقت منه ما كان وجه لكتابتها بالواو وهم كتبوا الزكاة والربا والحياة بالواو إشارة إلى الأصل.
وأما قول " الكشاف " : وكتابتها بالواو على لفظ المفخم أي لغة تفخيم اللام يرده أن ذلك لم يصنع في غيرها من اللامات المفخمة.
ومصدر صلَّى قياسه التصلية وهو قليل الورود في كلامهم.
وزعم الجوهري أنه لا يقال صلَّى تصلية وتبعه الفيروزابادي، والحق أنه ورد بقلة في نقل ثعلب في " أماليه ".
وقد نقلت الصلاة في لسان الشرع إلى الخضوع بهيأة مخصوصة ودعاء مخصوص وقراءة وعدد.
والقول بأن أصلها في اللغة الهيئة في الدعاء والخضوع هو أقرب إلى المعنى الشرعي وأوفق بقول القاضي أبي بكر ومن تابعه بنفي الحقيقة الشرعية، وأن الشرع لم يستعمل لفظاً إلا في حقيقته اللغوية بضميمة شروط لا يقبل إلا بها.
وقالت المعتزلة الحقائق الشرعية موضوعة بوضع جديد وليست حقائق لغوية ولا مجازات.
وقال صاحب " الكشاف " : الحقائق الشرعية مجازات لغوية اشتهرت في معان.
والحق أن هاته الأقوال ترجع إلى أقسام موجودة في الحقائق الشرعية. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١ صـ ٢٢٨ ـ ٢٣١﴾
فصل
قال الفخر :
ذكروا في لفظ الصلاة في أصل اللغة وجوهاً.
أحدها : أنها الدعاء قال الشاعر :
وقابلها الريح في دنها.. وصلى على دنها وارتشم
وثانيها : قال الخارزنجي.
اشتقاقها من الصلى، وهي النار، من قولهم : صليت العصا إذا قومتها بالصلى، فالمصلي كأنه يسعى في تعديل باطنه وظاهره مثل من يحاول تقويم الخشبة بعرضها على النار.
وثالثها : أن الصلاة عبارة عن الملازمة من قوله تعالى :﴿تصلى نَاراً حَامِيَةً﴾ [ الغاشية : ٤ ] ﴿سيصلى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ﴾ [ المسد : ٣ ] وسمي الفرس الثاني من أفراس المسابقة مصلياً.