وقال آخرون : الغيب كل ما أخبر به الرسول مما لا تهتدي إليه العقول من أشراط الساعة، وعذاب القبر، والحشر والنشر، والصراط، والميزان، والجنة، والنار.
قال ابن عطية : وهذه الأقوال لا تتعارض بل يقع الغيب على جميعها، قال : وهذا هو : الإيمان الشرعي المشار إليه في حديث جبريل حين قال للنبي ﷺ :" فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره، وشرّه، قال : صدقت " انتهى.
وهذا الحديث هو ثابت في الصحيح بلفظ :" أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والقدر خيره، وشرّه ".
وقد أخرج ابن أبي حاتم، والطبراني، وابن منده، وأبو نعيم، كلاهما في معرفة الصحابة عن تويلة بنت أسلم قالت :" صليت الظهر، أو العصر في مسجد بني حارثة، فاستقبلنا مسجد إيليا، فصلينا سجدتين، ثم جاءنا من يخبرنا بأن رسول الله ﷺ قد استقبل البيت، فتحوّل الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال، فصلينا السجدتين الباقيتين، ونحن مستقبلون البيت الحرام، فبلغ رسول الله ﷺ فقال : أولئك قوم آمنوا بالغيب ".


الصفحة التالية
Icon