وقال أبو السعود :
﴿ هُوَ الذى خَلَقَكُمْ ﴾
استئناف سيق لبيان كمالِ عِظَمِ جنايةِ الكَفَرةِ في جراءتهم على الإشراك بتذكير مبادىءِ أحوالِهم المنافيةِ له، وإيقاعُ الموصول خبراً لتفخيم شأنِ المبتدأ، أي هو ذلك العظيمُ الشأنِ الذي خلقكم جميعاً وحدَه من غير أن يكون لغيره مدخلٌ في ذلك بوجه من الوجوه ﴿ مّن نَّفْسٍ واحدة ﴾ هو آدمُ عليه الصلاة والسلام، وهذا نوعُ تفصيلٍ لما أشير إليه في مطلع السورةِ الكريمة إشارةً إجماليةً من خلقهم وتصويرِهم في ضمن خلق آدمَ وتصويرِه وبيانٌ لكيفيته ﴿ وَجَعَلَ ﴾ عطف على خلقكم داخلٌ في حكم الصلة، ولا ضيرَ في تقدمه عليه وجوداً لِما أن الواوَ لا تستدعي الترتيبَ في الوجود ﴿ مِنْهَا ﴾ أي من جنسها كما في قوله تعالى :


الصفحة التالية
Icon