وقال ابن عطية :
﴿ فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٩٠) ﴾
يقال إن الآية المتقدمة هي في أدم وحواء وإن الضمير في قوله ﴿ آتاهما ﴾ عائد عليهما، قال إن الشرك الذي جعلاه هو في الطاعة، أي أطاعا إبليس في التسمية بعبد الحارث كما كانا في غير ذلك مطيعين لله، وأسند الطبري في ذلك حديثاً من طريق سمرة بن جندب، ويحتمل أن يكون الشرك في أن جعلا عبوديته بالاسم لغيره، وقال الطبري والسدي في قوله تعالى :﴿ فتعالى الله عما يشركون ﴾ إنه كلام منفصل ليس من الأول، وإن آدم وحواء تم في قوله ﴿ فلما آتاهم ﴾، وإن هذا كلام يراد به مشركو العرب.


الصفحة التالية
Icon