وقال رُوَيْشَد الطائيّ :
يا أيها الراكبُ المُزْجِي مَطِيَّتَه...
سائلْ بني أسَدٍ ما هذه الصَّوْتُ
وقل لهم بادروا بالعُذْر والتمسوا...
قولاً يُبَرّئُكم إنِّي أنا المَوْتُ
ومما يدل على هذا قوله تعالى :﴿ إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأبصار وَبَلَغَتِ القلوب الحناجر ﴾ [ الأحزاب : ١٠ ].
فكيف يقول الشافعيّ وأبو حنيفة : الحال الشديدة إنما هي المبارزة ؛ وقد أخبر الله عز وجل من مقاومة العدو وتَداني الفريقين بهذه الحالة العظمى من بلوغ القلوب الحناجر، ومن سوء الظنون بالله، ومن زلزلة القلوب واضطرابها ؛ هل هذه حالة ترى على المريض أم لا؟ هذا ما لا يشك فيه منصِف، وهذا لمن ثبت في اعتقاده، وجاهد في الله حق جهاده، وشاهد الرسول وآياته ؛ فكيف بنا؟
السابعة وقد اختلف علماؤنا في راكب البحر وقت الهَوْل ؛ هل حكمه حكم الصحيح أو الحامل.
فقال ابن القاسم : حكمه حكم الصحيح.
وقال ابن وهب وأشهب : حكمه حكم الحامل إذا بلغت ستة أشهر.
قال القاضي أبو محمد : وقولهما أقيس ؛ لأنها حالة خوف على النفس كإثقال الحمل.
قال ابن العربي : وابن القاسم لم يركب البحر، ولا رأى دوداً على عود.
ومن أراد أن يوقن بالله أنه الفاعل وحده لا فاعل معه، وأن الأسباب ضعيفة لا تعلق لموقن بها، ويتحقّق التوكل والتفويض فليركب البحر. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾