فصل


قال الفخر :
أما قوله تعالى :﴿وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا﴾
يريد أن الأصنام لا تنصر من أطاعها ولا تنتصر ممن عصاها.
والنصر : المعونة على العدو والمعنى أن المعبود يجب أن يكون قادراً على إيصال النفع ودفع الضرر وهذه الأصنام ليست كذلك.
فكيف يليق بالعاقل عبادتها ؟
ثم قال :﴿وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ﴾ أي ولا يدفعون عن أنفسهم مكروهاً فإن من أراد كسرهم لم يقدروا على دفعه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٥ صـ ٧٤﴾
وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ ولا يستطيعون ﴾ الآية،
هذه تخرج على تأويل من قال إن المراد آدم وحواء والشمس على ما تقدم، ولكن بقلق وتعسف من المتأول في المعنى، وإنما تتسق هذه الآيات ويروق نظمها ويتناصر معناها على التأويل الآخر، والمعنى ولا ينصرون أنفسهم من أمر الله وإرادته، ومن لا يدفع عن نفسه فأحرى أن لا يدفع عن غيره. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون ﴾
أي ولا تقدر الأصنام أن يعبدهم على نصر ولا لأنفسهم إن حدث بهم حادث بل عبدتهم الذين يدفعون عنها ويحمونها ومن لا يقدر على نصر نفسه كيف يقدر على نصر غيره. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon