قال القاضي أبو محمد : وهذا غير مطرد، وقال الجمهور هما بمعنى واحد إلا أن المستعمل في المحبوب أمد فمنه قوله تعالى :﴿ إنما نمدهم به من مال وبنين ﴾ [ المؤمنون : ٥٥ ] وقوله ﴿ وأمددناهم بفاكهة ﴾ [ الطور : ٢٢ ] وقوله ﴿ أتمدونني بمال ﴾ [ النمل : ٣٦ ] والمستعمل في المكروه مد فمنه قوله تعالى :﴿ ويمدهم في طغيانهم ﴾ [ البقرة : ١٥ ] ومد الشيطان للكفرة في الغي هو التزيين لهم والإغواء المتتابع : فمن قرأ في هذه الآية " يمُدونهم " بضم الميم فهو على المنهاج المستعمل، ومن قرأ " يمدونهم " فهو مقيد بقوله في الغي كما يجوز أن تقيد البشارة فتقول بشرته بشر، وقرأ الجحدري " يمادّونهم "، وقوله ﴿ ثم لا يقصرون ﴾ عائد على الجمع أي هؤلاء لا يقصرون في الطاعة للشياطين والكفر بالله عز وجل، وقرأ جمهور الناس " يُقصرون " من أقصر، وقرأ ابن أبي عبلة وعيسى بن عمر " يَقصرون " من قصر. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon