قوم إذا الخيل جالوا في كواثيها...
وهذا الاحتمال هو قول الجمهور وعليه فسّر الطبري، وقال الزمخشري : هو أوجه لأن ﴿ إخوانهم ﴾ في مقابلة ﴿ الذين اتقوا ﴾، وقرأ نافع ﴿ يمدونهم ﴾ مضارع أمدّ، وباقي السبعة ﴿ يمدونهم ﴾ من مدّ وتقدم الكلام على ذلك في قوله ﴿ ويمدّهم في طغيانهم يعمهون ﴾، وقرأ الجحدري يمادّونهم من مادّ على وزن فاعل، وقرأ الجمهور :﴿ لا يقصرون ﴾ من أقصر أي كفّ.
قال الشاعر :
لعمرك ما قلبي إلى أهله بحر...
ولا مقصر يوماً فيأتيني بقر
أي ولا هو نازع عما هو فيه، وقرأ ابن أبي عبلة وعيسى بن عمر ﴿ ثم لا يقصّرون ﴾ من قصر أي ثم لا ينقصون من إمدادهم وغوايتهم وقد أبعد الزجاج في دعواه أن قوله ﴿ وإخوانهم ﴾ الآية متصل بقوله ﴿ ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون ﴾ ولا حاجة إلى تكلف ذلك بل هو كلام متناسق أخذ بعضه بعنق بعض لما بين حال المتّقين مع الشياطين بين حال غير المتقين معهم وأن أولئك ينفس ما يمسهم من الشيطان ماس أقلعوا على الفور وهؤلاء في إمداد من الغيّ وعدم نزوع عنه. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾