﴿ قل نزله روح القدس ﴾، وفي قراءة العامة من صفة الله تعالى انتهى، يعني أن يكون خبر ﴿ إن ﴾ هو قوله ﴿ الذي نزل الكتاب ﴾، قال الأخفش : فأما و﴿ هو يتولى الصالحين ﴾ فلا يكون إلا من الإخبار عن الله تعالى وتفسير هذه القراءة بأن المراد بها جبريل وإن احتملها لفظ الآية لا يناسب ما قبل هذه الآية ولا ما بعدها ويحتمل وجهين من الإعراب ولا يكون المعنى جبريل أحدهما أن يكون ﴿ وليّ الله ﴾ اسم ﴿ إنّ ﴾ والذي نزل الكتاب هو الخبر على تقدير حذف الضمير العائد على الموصول، والموصول هو النبي ( ﷺ )، والتقدير أنّ ولي الله الشخص الذي نزل الكتاب عليه فحذف عليه وإن لم يكن فيه شرط جواز الحذف المقيس لكنه قد جاء نظيره في كلام العرب.
قال الشاعر :
وإن لساني شهدة يشتفى بها...
وهو على من صبه الله علقم
التقدير وهو على من صبه الله عليه علقم.
وقال الآخر :
فأصبح من أسماء قيس كقابض...
على الماء لا يدري بما هو قابض
التقدير بما هو قابض عليه، وقال الآخر :
لعلّ الذي أصعدتني أن يردني...
إلى الأرض إن لم يقدر الخير قادره
يريد أصعدتني به.
وقال الآخر :
فأبلغن خالد بن نضله...
والمرء معنى بلوم من يثق
يريد يثق به.
وقال الآخر :
ومن حسد يجور عليّ قومي...
وأي الدّهر ذر لم يحسدوني
يريد لم يحسدوني فيه.
وقال الآخر :
فقلت لها لا والذي حج حاتم...
أخونك عهداً إنني غير خوّان