وقال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
المتشابهات : قوله :﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى﴾ وقوله :﴿وَمَن يُشَاقِقِ﴾ وقوله :﴿وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله﴾ قد سبق.
قوله :﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ ثمّ قال بعد آية ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ أَجاب عن هذا بعضُ أَهل النظر وقال : ذكر فى الآية الأُولى عقوبته إِيّاهم عند الموت ؛ كما فعله بآل فرعون ومَن قبلهم من الكفَّار، وذكر فى الثانية ما يفعله بهم بعد موتهم.
قال الخطيب : الجواب عندى : أَنَّ الأَوَّل إِخبار عن عذاب لم يمكِّن الله أَحداً من فعله، وهو ضرب الملائكة وجوهَهم وأَدبارهم عند نزع
أَرواحهم، والثانى إِخبار عن عذاب مكَّن النَّاس من فعل مثلِه، وهو الإِهلاك والإِغراق.
قال تاج القراء : وله وجهان [آخران] محتملان.
أَحدهما : كدأب آل فرعون فيما فعلوا، والثانى : كدأب فرعون فيما فُعِل بهم.
فهم فاعلون فى الأَوّل، ومفعولون فى الثَّانى.
والوجه الآخر : أَنَّ المراد بالأَوّل كفرهم بالله، وبالثَّانى تكذيبهم بالأَنبياءِ ؛ لأَنَّ تقدير الآية : كذَّبوا الرّسل بردّهم آيات الله.
وله وجه آخر.
وهو أَن يجعل الضَّمير فى ﴿كَفَرُواْ﴾ لكفَّار قريش على تقدير : كفروا بآيات ربّهم كدأْب آل فرعون والذين من قبلهم، وكذلك الثانى : كذَّبوا بآيات ربهم كدأْب آل فرعون.


الصفحة التالية
Icon