أما النداء الأول : فقد جاء فيه التحذير من الفرار من المعركة [ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ] وقد توعدت الآيات المنهزمين أمام الأعداء بأشد العذاب.
وأما النداء الثاني : فقد جاء فيه الأمر بالسمع والطاعة، لأمر الله وأمر رسوله [ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ] كما صورت الآيات الكافرين بالأنعام السارحة، التي لا تسمع ولا تعي، ولا تستجيب لدعوة الحق.
وأما النداء الثالث : فقد بين فيه تعالى أن ما يدعوهم إليه الرسول، فيه حياتهم وعزتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة [ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم.. ] فالدين حياة، والكفر موت.
وأما النداء الرابع : فقد نبههم فيه إلى أن إفشاء سر الأمة للأعداء خيانة لله ولرسوله، وخيانة للأمة ايضا [ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ].
وأما النداء الخامس : فقد لفت نظرهم فيه إلى ثمرة التقوى، وذكرهم بأنها أساس الخير كله، وأن من أعظم ثمرات التقوى ذلك النور الرباني، الذي يقذفه الله في قلب المؤمن، وبه يفرق بين الرشد والغي، والهدى والضلال [ يا ايها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم، والله ذو الفضل العظيم ].


الصفحة التالية
Icon