وأما النداء السادس : وهو النداء الأخير فقد وضح الله لهم فيه طريق العزة، وأسس النصر، وذلك بالثبات أمام الأعداء، والصبر عند اللقاء، وإستحضار عظمة الله التي لا تحد، وقوته التى لا تقهر، والإعتصام بالمدد الروحي الذي يعينهم على الثبات، ألا وهو ذكر الله كثيرا [ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ].
وختمت السورة الكريمة ببيان الولاية الكاملة بين المؤمنين، وأنه مهما تناءت ديارهم، واختلفت أجناسهم، فهم أمة واحدة، وعليهم نصر الذين يستنصرونهم في الدين، كما أن ملة الكفر أيضا واحدة، وبين الكافرين ولاية قائمة على أسس البغي والضلال، وأنه لا ولاية بين المؤمنين والكافرين [ والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ]. " هذه خلاصة ما أشارت اليه السورة الكريمة من أهداف، وما أرشدت اليه من دروس وعبر، نسأله تعالى أن يجعلنا من أهل الفهم والبصر. أ هـ ﴿صفوة التفاسير حـ ١ صـ ٤٩١ ـ ٤٩٢﴾


الصفحة التالية
Icon