وقال غيره كان ذلك من الآيات العظام لأنهم كانوا على سبخة لا تثبت فيها الأقدام فلما جاء المطر ثبتت أقدامهم ١٣ - ثم قال جل وعز ويذهب عنكم رجز الشيطان (آية ١١) قال ابن أبى نجيح أي وساوسه قال الضحاك وأما قوله ويثبت به الأقدام فإنه كانت به رميلة لا يقدر احد أن يقف عليها فلما جاء المطر ثبتت الأقدام عليها ١٤ - وقوله عمرو جل وعز إذ يوحى ربك إلئ الملائكة قبل أني معكم فثبتوا الذين آمنوا (آية ١٢)
يجوز أن يكون المعنى ثبتوهم بشئ تلقونه في قلوبهم ويجوز ان يكون المعنى ثبتوهم بالنصر والقتال عنهم ١٥ - وقوله جل وعز فاضربوا فوق الأعناق (آية ١٢) قيل إن فوق ها هنا زائدة وإنما ابيحوا يحيى ان يضربوهم على كل حال ويدل عليه واضربوا منهم كل بنان لأن البنان أطراف الأصابع الواحدة بنانة مشتق من قولهم أبن بالمكان إذا أقام به ١٦ - ثم قال جل وعز ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله (آية ١٣) أي خالفوا كأنهم صاروا في شق آخر
١٧ - وقوله جل وعز يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار (آية ١٥) أي إذا واقفتموهم يقال زحفت له إذا ثبت وقيل التزاحف التداني والتقارب أي متزاحف الرحمن بعضهم إلى بعض ١٨ - ثم قال جل وعز ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله (آية ١٦) قال الحسن كان هذا يوم بدر خاصة وليس الفرار من الزحف من الكبائر وروى شعبة عن داود بن أبى هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال نزلت في يوم بدر حدثنا أبو جعفر قال نا ابن سماعه قال نا أبو نعيم قال نا موسى بن محمد عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد ومن يولهم يومئذ


الصفحة التالية
Icon