٢٢ - وقوله جل وعز إن تستفتحو وكان فقد جاءكم الفتح (آية ١٩) قال مجاهد أي إن تستنصروا وقال الضحاك قال أبو جهل اللهم انصر أحب الفئتين إليك فقال الله عز وجل إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح والمعنى عند أهل اللغة إن تستدعوا روى الفتح وهو النصر ٢٣ - وقوله جل وعز ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون (آية ٢١) لأنهم استمعوا استماع عداوة ويبينه قوله إن شر الدواب
عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون أي هم بمنزلة الصم في أنهم لا يسمعون سماع من يقبل الحق وبمنزلة البكم لأنهم لا يتكلمون بخير ولا يعقلونه ٢٤ - ثم قال جل وعز ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم (آية ٢٣) أي لأسمعهم جواب كل ما يسألون عنه ٢٥ - ثم قال جل وعز ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون (آية ٢٣) أي لو أخبرهم بكل ما يسألون عنه لأعرضوا وكفروا معاندة
وحسدا ٢٦ - وقوله جل وعز يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول (آية ٢٤) أبو عبيدة يذهب إلى أن معنى استجيبوا أجيبوا وأنشد
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب ٢٧ - ثم قال جل وعز إذا دعاكم لما يحييكم (آية ٢٤) أي لما تصيرون به إلى الحياة الدائمة في الآخرة ٢٨ - ثم قال جل وعز واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه (آية ٢٤) قال سعيد بن جبير يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الأيمان وقال الضحاك يحول بين المؤمن والمعصية وبين الكافر والطاعة قال أبو جعفر وأول هذا القول بعض أهل اللغة أن
معناه يحول بينهما وبين ذنبك بالموت وقيل هو تمثيل أي هو قريب كما قال جل وعز ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وقيل كانوا ربما خافوا من عدوهم فأعلمهم الله جل وعز أنه يحول بين المرء وقلبه فيبد ولم لهم من الخوف أمنا ويبدل عدوهم من


الصفحة التالية
Icon