روى عطية عن ابن عمر أنه قال المكاء الصفير والتصدية التصفيق قال ابن شهاب يستهزؤن بالمؤمنين وروى ابن أبي جريج وابن أبى نجيح أنه قال المكاء إدخالهم أصابعهم في أفواهم والتصدية الصفير يريدون ان يشغلوا بذلك محمدا ﷺ عن الصلاة قال أبو جعفر والمعروف في اللغة ما روي عن ابن عمر حكى أبو عبيدة وغيره انه يقال مكا يمكو ومكاء إذا صفر وصدى يصدي تصدية إذا صفق
قال أبو جعفر ويبعد قول ابن زيد التصدية صدهم عن دين الله لأن الفعل من هذا صددت إلا ان تقلب إحدى داليه ياء مثل تظنيت من ظننت وكذا ما روي عن سعيد بن جبير التصدية صدهم عن بيت الله ٣٧ - وقوله جل وعز إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله (آية ٣٦) قال مجاهد يعني أبا سفيان وما أنفق على أصحابه يوم أحد ٣٨ - وقوله جل وعز ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا (آية ٣٧) يقال ركمت الشئ إذا جعلت بعضه فوق بعض
٣٩ - وقوله جل وعز فيجعله في جهنم (آية ٣٧) أي الخبيث ليعذبوا به ويعني بالخبيث الكفار كذا قال ابن عباس ميز أهل السعادة من أهل الشقاء أي بأن اسكن هؤلاء الجنة وهؤلاء النار أي فيجعل الكفار بعضهم فوق بعض فيجعلهم ركاما أي يجمع بعضهم إلى بعض حتى يكثروا أولئك رده إلى الكافرين ورد فيجعله إلى الخبيث على لفظه ليعذبوا به كما قال تعالى (فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم) وقوله جل وعز وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين (آية ٣٨) قال مجاهد يوم بدر للأمم قبل ذلك فقد فرق الله جل وعز بين الحق والباطل ٤٠ - وقوله جل وعز وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة (آية ٣٩)


الصفحة التالية
Icon