الحي وجعل الضال بمنزلة الهالك قال أي ليكفر من كفر بعد الحجة أخبرنا بما رأى من الآية والعبرة ويؤمن من آمن على مثل ذلك وقال غيره ليهلك ليموت من مات عن حجة لله جل وعز وعليه قد قطعت عذره وليعيش من عاش منهم على مثل ذلك وإن الله لسميع لقولكم حين تركتموهم عليم بما تضمره نفوسكم ٤٧ - وقوله جل وعز إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر (آية ٥٣) قال ابن أبي نجيح عن مجاهد رآهم النبي ﷺ في النوم قليلا
فقص الرؤيا على أصحابه فثبتهم الله بذلك وروي عن الحسن أنه قال المعنى إذ يريكهم الله بعينك التي تنام بها
قال أبو جعفر والمعنى على هذا في موضوع منامك والقول الأول أحسن لجهتين إحداهما ما روي من أن النبي ﷺ رآهم في النوم والأخرى في قوله وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم فالرؤيا الأولى في النوم والثانية عند الالتقاء ويجوز ما قال الحسن على بعد على أن يكون قوله إذ يريكموهم خطابا للنبي ﷺ وأصحابه والمعنى ويقللكم في أعينهم أي لئلا يستعدوا لكم لما أراد الله جل وعز من ظفر المسلمين بهم ٤٨ - وقوله جل وعز ولا تنازعوا فتفشلوا (آية ٤٦) قال أبو إسحاق يقال يفشل فشلا إذا هاب أن يتقدم جبنا
٤٩ - ثم قال جل وعز وتذهب ريحكم (آية ٤٦) قال مجاهد أي نصركم وقال معمر عن قتادة أي ريح الحرب والمعروف في اللغة انه يقال ذهبت ريحهم أي دولتهم ٥٠ - وقوله جل وعز ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء
الناس (آية ٤٧) يعني أبا جهل وأصحابه يوم بدر ٥١ - وقوله جل وعز وزين لهم الشيطان أعمالهم (الآية ٤٧) قال المعنى واذكر إذ زين لهم الشيطان أعمالهم قال الضحاك جاءهم يوم بدر برايته وجنوده فألقى في قلوبهم أنهم لن ينهزمزا يا وهم يقاتلون على دين آبائهم


الصفحة التالية
Icon