٥٢ - وقوله جل وعز فلما تراءت الفئتان (آية ٤٨) أي التقتا حتى رأت كل واحدة منهما صاحبتها ٥٣ - ثم قال جل وعز نكص على عقبيه (آية ٤٨) أي رجع القهقري ويقال نكص على عقبيه إذا رجع من حيث جاء وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون قال الضحاك رأى الملائكة إني أخاف الله والله شديد العقاب قيل إنما خاف أن يكون الوقت الذي أجل إليه قد حضر وقيل بل كذب ٥٤ - وقوله جل وعز كدأب آل فرعون والذين من قبلهم (آية ٥٢) قال مجاهد أي كفعل والدأب عند أهل اللغة العادة وحقيقتة عندهم أنه من قولك فلان يدأب أي يداوم على الشئ
ويلزمه وهذا معنى العادة ٥٥ - وقوله جل وعز الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون (آية ٥٦) قال مجاهد يعني بني قريظه ٥٦ - وقوله جل وعز فإنما تثقفنهم في الحرب (آية ٥٧) أي تصادفهم وتظفر بهم فشرد بهم من خلفهم قال سعيد بن جبير أي أنذر بهم من خلفهم وقال أبو عبيد هي لغة قريش شرد بهم سمع بهم وقال الضحاك أي نكل بهم والتشريد في اللغة التبديد والتفريق
٥٧ - وقوله جل وعز وإما تخافن من قوم خيانة (آية ٥٨) أي غشا ونقضا للعهد فانبذ إليهم على سواء أي ألق إليهم نقض عهدهم لتكون أنت وهم على سواء في العلم يقال نبذت إليه على سواء أي أعلمته أني قد عرفت منه ما أخفاه وروى عمر بن عنبة أن النبي ﷺ قال من كان بينه وبين قوم عهد إلى مدة فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء ٥٨ - وقوله جل وعز ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا (آية ٥٩) قال أبو عبيدة أي فاتوا ثم قال جل وعز إنهم لا يعجزون روي عن ابن محيصن أنه قرأ لا يعجزون بالتشديد وكسر النون